تفنيد ادعاءات لا تستند إلى دليل.. توضيح حول زيارة الوفد السعودي إلى موريتانيا

14. يوليو 2025 - 22:43

في زمن تداخلت فيه الأهواء الشخصية مع الخطاب العام، لم يعد مستغربا أن يخرج علينا من يزعم حمل هم الوطن، بينما هو في الواقع يطعن في رموزه ويشوه من يسعون لخدمته بإخلاص. وآخر هذه المحاولات البائسة، ما نشر تحت توقيع من يعرف نفسه"معارض موريتاني في بروكسل"، والذي اختار أن ينسج رواية مشوهة، غارقة في التلفيق، تستهدف السفير السعودي في نواكشوط، الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الرقابي، متهما إياه زورا بأنه أفسد زيارة وفد استثماري سعودي رفيع المستوى لموريتانيا.

لنضع الأمور في نصابها الصحيح:

أولا: الحفاوة الرسمية والتنظيم المثالي

لقد جاءت زيارة الوفد السعودي إلى نواكشوط نتاج تنسيق دقيق بين السفارة السعودية في موريتانيا والجهات العليا في المملكة، وبرعاية مباشرة من السفير الدكتور الرقابي، الذي لم يدخر جهدا في سبيل إنجاح الزيارة. من الاستقبال الرسمي، إلى الاجتماعات المكثفة مع الوزراء والمؤسسات، إلى التسهيلات اللوجستية، كان السفير حاضرا بجسده وروحه، يتنقل بين المواقع، ويتابع التفاصيل ساعة بساعة. وكان عدد الزوار أكثر من 70 رجل أعمال، لا 30 كما زعم المدعي، ما يكشف ضعف مصادره وركاكة روايته.

ثانيا: من أين أتى بهذه القصة؟

هل يملك هذا "المعارض" آذانا في جدران السفارة؟ كيف علم بما دار – افتراضا – في اجتماع خاص بين السفير الرقابي والوفد؟ أليس من الأجدر بالكاتب – إن كان حريصا فعلا – أن يتحرى قبل أن يطلق التهم جزافا؟ أم أن الهدف الحقيقي هو تشويه صورة السفير السعودي لأسباب شخصية أو أجندات خارجية؟ بل كيف يعقل أن السفير نفسه، وهو المسؤول الأول عن تهيئة المناخ الاستثماري، يأتي على نسف جهد بذله لأيام وليال؟ أليس هذا تناقضا صارخا لا يليق بمن يدعي الموضوعية؟

ثالثا: الحقيقة في القضية التي تم تحويرها

أما القصة التي نسبها "المعارض" إلى السفير الرقابي والمتعلقة بالنزاع بين رجل أعمال سعودي وآخر موريتاني تم تعيينه لاحقا في منصب دبلوماسي، فهي معروفة ومتداولة وليست سرية. القضية منظورة أمام القضاء الموريتاني منذ فترة، وهي تأخذ مجراها الطبيعي، ولم تغلق بعد. لكن الزج بها في زيارة اقتصادية، وتحميل السفير الرقابي مسؤولية مزعومة في سردها أمام وفد رسمي، يعد افتراء لا سند له.

ثم إن السؤال المنطقي الذي ينسف هذه الرواية هو:
هل كان السفير بحاجة إلى انتظار وصول الوفد من الرياض إلى نواكشوط ليروي لهم قصة كهذه؟
أليس بمقدوره – وهو على تواصل دائم مع بلده – أن يبلغ الرسالة مباشرة من خلال القنوات المعروفة وهو في نواكشوط أو عبر وزارة الخارجية؟
بلى!
لكن واضح أن هذه الرواية صممت خصيصا لتشويه صورة الرجل، لا لعرض الحقيقة.

رابعا: خلية عمل لا تهدأ

يعلم القاصي والداني في نواكشوط، بل وفي الرياض أيضا، أن السفير الدكتور الرقابي يعمل بصمت وكفاءة، يقود خلية نشطة تتواصل مع مختلف الأطياف: من وزراء وسفراء، إلى رجال أعمال وهيئات دولية، إلى المثقفين والإعلاميين. لا يمر يوم دون لقاءات واتصالات، وكلها تصب في هدف واحد: ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الموريتانية. وفي وقت وجيز، نجح الرجل في رفع مستوى العلاقات إلى ذروة غير مسبوقة، ولذلك لا غرابة أن يكون عرضة للتشويه، فمن كان في الصدارة رماه الحاسدون بالسهام.

خامسا: السفير لا يحتاج لمحام ولكن للإنصاف

لسنا هنا بصدد الدفاع عن الدكتور الرقابي، فهو أكبر من أن يسيء إليه كاتب مأجور أو متسلق سياسي. ولكن من واجبنا أن نرد على الأكاذيب التي تروج للنيل من رموز العمل الدبلوماسي العربي. ثم إن حق الرد القانوني محفوظ، وإذا تطلب الأمر تحريك دعوى قضائية لكشف ما وراء هذه الحملة الظالمة، فإن القانون سيفصل، وسيظهر حينها من يقف خلف هذه المسرحية الركيكة.

سادسا: الحقيقة التي لا تحجب

ما لم يقله "كاتب بروكسل" أن زيارة الوفد السعودي كانت ناجحة بكل المقاييس، وأن بعض الاتفاقيات دخلت طور الدراسة، وأن رجال الأعمال السعوديين عبروا عن ارتياحهم للفرص الواعدة في مجالات الطاقة والمعادن والصيد والزراعة. وأن الأبواب ما تزال مفتوحة على مصراعيها، بفضل جهود رجل لا يكل، ودبلوماسي أثبت أن الكفاءة لا تحتاج صخبا.

أما ما قاله المعارض عن "الوجه القبيح" و"الفاشنسات" و"الكارثة"، فهو إسقاط من خيال مريض، يعكس عداء دفينا للنجاح أكثر مما يعكس حرصا على الحقيقة.

ختاما

إن الدكتور عبد العزيز الرقابي ليس فقط ممثلا للمملكة في نواكشوط، بل هو شعلة نشاط تحرق كل عدو للتنمية، وكل متربص بالعلاقات الأخوية التي بناها بعقله وحكمته.
وموريتانيا ستبقى بلد الفرص، والمملكة ستبقى الشريك الصادق، والتعاون بين البلدين سيكبر رغم أنف الحاسدين.

وإلى ذلك "الكاتب" نقول:
اتهام الناس دون بينة فرية، والتشويه بلا دليل رذيلة، والتطاول على الشرفاء لا يقلل من مقامهم بل يكشف خسة من تطاول.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

✍️ حبيب حرمه عبد الجليل
مكة المكرمة – المملكة العربية السعودية

تابعونا